شر الأعمال قصة رعب حقيقية
الأنسان مُخير ولا مُسير؟
السؤال ده كنت بسأله لنفسي كتير اوي لحد ما اتعرضت لحكاية ورتني الأجابة بشكل عملي.. والأجابة ببساطة كده، هي إن الأنسان بالرغم من إن حياته كلها مكتوبة عند الخالق سبحانه وتعالى، إلا إن هو اللي بيختار بنفسه، طريق الخير او الشر.. وللأسف، من بعد اللي انا شوفته ده، اتأكدت من إن الشر بقى هو السمة السائدة بين البشر في زماننا الحالي، ومش بس كده.. ده كمان مابقاش شر من اللي اتعودنا عليه، لأ.. ده بقى شر وأذى.. أبشع وأفظع بكتير من أي شر أو أذى اتعرضت له او شوفته في حياتي...
نور الجابي.. دي انا؛ ست متجوزة وبشتغل موظفة في أحد البنوك المصرية.. عايشة في القاهرة، من غير الخوض في تفاصيل كتير عن حياتي مالهاش علاقة بالقصة، خليني احكيلك الحكاية على طول، بس قبل ما احكيهالك.. لازم اقولك على شوية حاجات بسيطة كده عشان تعرف البداية جت ازاي..
انا يا سيدي الفاضل، ست بعشق القطط.. بحسهم مخلوقات طيبين ومابيأذوش حد، بحس بيهم وبعرف هم عايزين ايه من حركاتهم، وده ببساطة كده لأن انا بربي قطط من زمان، وحاليًا.. عندي في البيت قطتين كبار، ومن عند حبي للقطط بتيجي البداية، والبداية لحكايتي، كانت من يوم نزلت فيه من بيتي الصبح زي كل يوم وروحت على الشغل، بس في اليوم ده.. بعد ما ركنت عربيتي قصاد البنك، شوفت في الشارع مجموعة قطط بلدي على الرصيف، كان شكلهم جعانين جدًا جدًا وبصراحة صعبوا عليا، ف الموقف ده الحقيقة خلاني وقفت ومامرتش عليه مرور الكرام كده وخلاص.. بل بالعكس، ده انا روحت اشتريت لهم ٣ علب تونة، وخليت الراجل بتاع السوبر ماركت يفتحهم ويفضيهم في اطباق فويل، وبعد كده أخدت منه الأطباق وروحت حطيتهم مكان ما القطط واقفة، وطبعًا اول ما شافوا الأطباق قربوا منها وابتدوا ياكلوا بنهم شديد.. لكن اللي لفت نظري وقتها، هي قطة ضعيفة جدًا.. القطة دي ماكانتش موجودة معاهم في الأول لأنها كانت واقفة تحت عربية من العربيات المركونة جنب الرصيف، ف الظاهر كده إنها كانت جعانة، واول ما شمت ريحة التونة، خرجت من تحت العربية وابتدت تاكل معاهم، واللي لفت نظري للقطة دي بقى، هو جرح كبير في رقبتها، الجرح ده كان مخليها واقفة على رجليها بالعافية، وكل ما كانت بتوطي عشان تاكل.. كانت بتنونو بشكل غريب وكأنها بتتألم..
بصراحة ماهتمتش في الأول، وقولت إن عادي يعني.. ممكن يكون جرح عادي مع الوقت والأكل هيلم، وعشان كده... سيبت القطط بتاكل ودخلت البنك وخلصت شغلي وبعد كده رَوحت، لكن الغريب بقى إن تاني يوم الصبح، وانا بركن عربيتي، لمحت نفس القطط واقفين في نفس المكان، ف ركنت.. ونزلت جيبت لهم أكل زي اليوم اللي قبله، وبرضه نفس اللي حصل قبل كده حصل تاني، ونفس القطة خرجت من تحت عربية من العربيات المركونة وابتدت تاكل معاهم، لكن المرة دي بقى والحقيقة ماعرفش ايه اللي خلاني اعمل كده.. ركزت مع الجرح اللي في رقبة القطة لما قربت منها شوية، والغريب بقى اللي انا شوفته في الجرح، كان شيء اسود مدلدل منها بشكل غريب.. وكأنه حتة لحم من رقبتها!
بصراحة وقتها القطة صعبت عليا، وعشان كده قربت منها، بس اول ما قربت، القطة خافت مني وطلعت تجري زي معظم القطط ما بتعمل، ف في النهاية عديت الموضوع وسيبت لها الأكل هي وبقية القطط ودخلت البنك، بس في اليوم ده بقى بعد ما خلصت شغلي وركبت عربيتي عشان ارَوح.. شوفت نفس القطة وهي واقفة على رصيف من الارصفة وكانت عمالة تنونو وهي بتبص لي بشكل غريب!
ولأن انا زي ما قولتلك.. بحب القطط وبيصعبوا عليا اوي، ف انا وقفت عربيتي ونزلت ابص عليها، والحاجة الغريبة اللي عملتها القطة بقى المرة دي.. هي إن انا لما جيت اقرب منها، لا خافت ولا جريت زي ما عملت قبل كده، بالعكس.. دي فضلت واقفة مستسلمة وكأنها مستنياني اقرب منها، ف قربت وابتديت افحص الجرح اللي في رقبتها وهنا بقى كانت الصدمة..
الحاجة السودة اللي في الجرح دي مش مجرد تجلط دموي او حتة لحم من رقبتها، الحاجة السودة دي كانت شيء ماعرفتش اشوفه كويس لأن الدنيا ماكانتش منورة بالشكل الكافي، لكن اللي قدرت الاحظه واشوفه كويس اوي.. هو الحبل اللي كان مربوط فيه الشيء الأسود ده، وموصله بالجرح اللي في رقبة القطة!
وقتها جه في بالي إن ممكن يكونوا اطفال في الشارع، كانوا جايبين حبل، ورابطين القطة من رقبتها وبيلعبوا بيها.. ولسبب ما يعني، الحبل ده اتطقع بعد ما اتسبب للقطة في جرح، وفي نفس الوقت اتلف على رقبتها، واكيد هي جريت منهم بعد ما عملوا فيها اللي عملوه ده، وعشان كده طلعت موبايلي وصورت الجرح اللي في رقبة القطة وبعتته للدكتور اللي بعالج عنده القطط بتاعتي على الواتس، وكتبتله رسالة فهمته فيها حالة القطة وبعد كده سيبتها ومشيت، ولو هتسألني ليه مشيت وماخدتهاش معايا في اليوم ده، ف انا هقولك إني خوفت اخدها لا القطط اللي عندي يتخانقوا معاها ويعوروها، وبدل ما اخدها عشان انقذ حياتها، ابقى خدتها عشان تموت.. ف اضطريت إن انا اسيبها وقولت بيني وبين نفسي كده، إن ربنا أحن عليها مني، واهو.. لو ليا نصيب إن انا اشوفها تاني يوم زي ما شوفتها قبل كده، يبقى خلاص بقى.. انا هاخدها وهعالجها، واهو كمان يكون الدكتور رد عليا وقال لي ينفع اصلًا اخدها واوديهاله عشان يعالجها ولا لأ...
المهم.. خلص اليوم وبعتت صور القطة زي ما قولتلك للدكتور، ورَوحت البيت، أكلت وقعدت مع اهلي شوية وبعد كده دخلت نمت، بس في الليلة دي بقى حصلتلي حاجات غريبة كانت مقدمة للي هيحصل تاني يوم...
انا اول ما دخلت أوضتي وابتديت انام، سمعت صوت مواء قطة بس جاي من بعيد، ولمت فتحت عيني عشان اشوف الصوت ده جاي منين، ساعتها لقيت نفسي واقفة في نفس الشارع اللي فيه البنك اللي انا بشتغل فيه، بس الشارع لما شوفته في الحلم، كان ضلمة بشكل مخيف، لا فيه عربيات ولا ناس ولا عمدان إنارة زي اللي موجودة ومنورة الشارع باستمرار!
استغربت من اللي انا شايفاه، بس استغرابي ده راح لما سمعت نفس صوت مواء القطة اللي صحاني من النوم، الصوت اللي كان جاي من مكان في الشارع!
اتمشيت ورا الصوت عشان اوصل للقطة اللي بتنونو باستمرار دي، وفعلًا وصلتلها... كانت نفس القطة اللي عندها جرح في رقبتها، لكنها كانت نايمة على الرصيف وعمالة تنونو بشكل غريب وكأنها بتتألم او بتستنجد بيا، قربت منها بالراحة وحقيقي ماعرفش ايه اللي خلاني أمد إيدي ناحية الجرح اللي في رقبتها والمسه، بس اول ما عملت كده.. فجأة لقيت القطة اتنفضت من مكانها ونطت في وشي بسرعة.. ومع نطة القطة في وشي، غصب عني غمضت عيني وفتحتها تاني بسرعة، بس لما فَتحت عيني، لقيت نفسي واقفة في أوضة ضلمة، مكان مافيهوش أي أضاءة غير نور بسيط جاي من بعيد.. وبيقرب شوية بشوية لحد ما بقى واضح اوي.. والنور ده كان عبارة عن أوضة تانية او مكان تاني غير اللي انا واقفة فيه.. مكان منور عمال يقرب مني لحد ما شوفت فيه شخصين، ماكنش باين منهم أي حاجة لأنهم كانوا عبارة خيالات، ف ماقدرتش احدد اشكالهم او ملامحهم او اي حاجة تدل عن شخصيتهم، بس اللي قدرت احدده كويس، إن اللي قصادي دول.. راجل وست، راجل وست ماسكين في إيدين بعض وهم الاتنين عمالين يقعوا ويقوموا وكأنهم تعبانين اوي بس بيتسندوا على بعض، حاولت اتكلم معاهم او انادي او حتى اصرخ، لكني ماعرفتش.. ساعتها عرفت إن انا مُتفرجة وبس، والمفروض إن انا انفذ المطلوب مني، وهو ببساطة كده إن انا اشوف الصور او المواقف اللي بتتعرض قدامي دي وافهم منها اي حاجة، ف في النهاية استسلمت للأمر الواقع وفضلت واقفة في مكاني وانا بتفرج على الخيالين دول وهم بيقعوا ويقوموا.. لحد ما فجأة بعدوا عني خالص ومعاهم النور او الأضاءة اللي كانت حواليهم، ف بالتالي المكان اللي هم فيه ابتدا يبعد شوية بشوية لحد ما الدنيا رجعت ضلمت من حواليا تاني، سكووت لمدة ثواني، الجو برد.. صوت القطة ابتديت اسمعه بيقرب، لحد ما فجأة وزي ما كل حاجة حصلتلي فجأة، لقيت المكان من حواليا اتملى نور!
عارف انت لما تبقى في مكان ضلمة لوقت طويل، وفجأة حد يفتح النور!.. أكيد لما ده بيحصل، عينيك بتوجعك وبتقفلها لحد ما واحدة واحدة تاخد على النور، صح كده؟!
اهو ده بقى اللي حصل معايا.. انا اول ما لقيت اضاءة قوية في المكان اللي انا فيه، حطيت ايديا على عيني، وابتديت اشيلها واحدة واحدة لحد ما عيني خدت على النور، ف فتحت.. بس أول ما فتحت، لقيت في وشي وش راجل عجوز عينيه بيضا تمامًا، كان بيصرخ بصوت عالي لدرجة إن انا من خضتي.. صرخت ورجعت لورا، ومع صرختي ورجوعي لورا، صحيت من النوم على صوت جوزي اللي لقيته بيقولي..
-لا إله إلا الله.. في ايه يا بنتي، انتي عمالة تصرخي كده ليه، قومي.. اصحي.. اصحي يا فريدة، انتي بتحلمي ولا ايه؟!
قومت من النوم وانا باخد نفسي بالعافية، كان حلم او كابوس بشع، بس انا في العادي اصلًا مابحلمش، او بحلم بس بصحى ناسية الحلم، اشمعنى الحلم ده صحيت فاكراه ومازلت على فكرة فاكرة كل تفاصيله لحد النهاردة، المهم لما صحيت من النوم وانا مخضوضة، بصيت لجوزي وقولتله وانا باخد نفسي بالعافية..
-اه.. كان كابوس، كابوس غريب اوي.. بس مش فاكرة منه اي حاجة.
قولتله كده عشان ماخضوش ولا اقلقه عليا، لكنه ساعتها بص لي وابتسم..
-وانتي من امتى يعني بتفتكري انتي حلمتي ب إيه، قومي اغسلي وشك واشربي ماية واقري قرأن، وبأذن الله مش هتشوفي كوابيس تاني.
سمعت كلام جوزي وقومت اغسل وشي، بس لما خرجت من أوضتي وجيت داخلة الحمام، خدت بالي من إن القطط بتاعتي ماجتش ناحيتي زي ما متعودة تعمل كل ما تشوفني ماشية في البيت، ماخدتش في بالي ودخلت الحمام غسلت وشي وبعد كده دخلت المطبخ شربت، بس وانا خارجة بقى، بصيت للقطط وبدأت ابسبس لهم، وعلى غير العادة القطط ماجاتليش برضه وكأنها خايفة تقرب مني، وده عرفته لما شوفت القطتين واقفين ناحية الحمام وبيبصوا لي بخوف وكأني مش صاحبتهم اللي مربياهم!
نظراتهم ليا خلوني خوفت منهم ومن نفسي، لدرجة إن انا دخلت أوضتي بسرعة واتغطيت، حاولت انام في الأول لكني ماعرفتش، ف فضلت اقرأ قرأن واقول في أذكار وأدعية لحد ما نفسيتي ارتاحت وهديت وابتديت اروح في النوم، والمرة دي الحمد لله ماشوفتش حاجة في الحلم، لكني نمت في الليلة دي نوم متقطع، لأني كل ما كنت بغمض عيني، كنت بقلق على صوت قطة بتنونو بشكل فظيع وكأنها بتتألم!
بس في النهاية والحمد لله يعني، الليلة عدت زي ما عدت والنهار طلع، ومع طلعة النهار، قومت حضرت الفطار وفطرت انا وجوزي والأولاد وبعد كده كلنا نزلنا.. جوزي نزل شغله، والأولاد راحوا المدرسة، وانا أخدت عربيتي وروحت على البنك، بس في اليوم ده بقى وانا بركن العربية في المكان اللي اتعودت اركن فيه، شوفت نفس القطة المتعورة في رقبتها دي واقفة على الرصيف، كانت واقفة لوحدها على عكس كل يوم، بس ده ماكنش شيء غريب.. الغريب اكتر بالنسبة لي بقى من إن القطط اللي بتبقى متجمعة في نفس المكان مش موجودة حواليها، هو إن القطة كانت واقفة بتبص لي بثبات وعينيها كانت بتدمع وكأنها بتترجاني عشان انقذها، وعشان كده اول ما ركنت.. نزلت من العربية وروحت ناحيتها، ماتحركتش ولا جريت من مكانها، دي فضلت واقفة قصادي لحد ما قربت منها وبصيت على الجرح اللي في رقبتها، وساعتها بقى شوفته بوضوح على عكس اليوم اللي قبل ده، لأني لما قربت منها قبل كده كانت الدنيا ليل وماكنتش شايفة الجرح بوضوح، وساعتها اتفزعت من اللي شوفته لما خدت بالي من إن الجرح اللي في رقبتها ده جرح مُتعمد، يعني زي ما تقول كده، حد معورها وجايب الحبل اللي مربوط فيها ده، ومدخله جوة الجرح اللي في الرقبة، وكمان رابط الحبل في لحم القطة بالشيء الاسود الغريب اللي في الحبل، بحتة حديدة!
في الوقت ده اول ما خدت بالي من الحاجات دي او من الشيء الاسود ده، حسيت بخضة وبقبضة غريبة في قلبي، ولقيت نفسي غصب عني، بطلع موبايلي وبصور القطة كذا صورة هي والجرح اللي في رقبتها وببعتهم للدكتور... بس وانا ببعت الصور الجديدة للدكتور، خدت بالي من إنه رد عليا برسالة صوتية قال لي فيها..
(ايوة يا مدام فريدة.. انا هكون موجود في العيادة بكرة بالليل من الساعة تسعة بأذن الله، ممكن تجيبي القطة العيادة عشان أشوفها أفضل، لأن الصور مش موضحة طبيعة الجرح الكويس، ف انتي ممكن تجيبيهالي أفضل وانا هقوم باللازم..)
فرحت لما الدكتور قال لي كده وحسيت إن انا ممكن اكون سبب في إنقاذ روح حيوان بريء زي ده، وعشان كده بقى، سيبت القطة في مكانها وروحت جيبتلها كرتونة من السوبر ماركت.. وخليتها تقعد جواها بعد ما جيبتلها أكل، وبعد ما اطمنت عليها، دخلت البنك شوفت شغلي، وبعد ما اليوم انتهى.. خرجت لقيت القطة زي ما هي في نفس المكان، ف بصيت لها بنظرة حزن وقولت بيني وبين نفسي..
(على عيني اسيبك وانتي تعبانة كده، بس انا هعمل ايه يعني.. ما انا لو خدتك عندي اخاف لا تكوني تعبانة ولا فيكي مرض يتنقل للقطط اللي بربيها، وفي نفس الوقت اخاف لا يأذوكي اكتر ما انتي تعبانة.. خليكي هنا، خليكي في مكانك، وانا هجيلك الساعة ٩ وهوديكي للدكتور..)
وانا بقول الكلام ده بيني وبين نفسي، كنت حاسة إن القطة سامعاني وفاهماني، ماعرفش الأحساس ده جالي منين، لكني كنت حاسة بيه من نظراتها، وافتكر كويس اوي إن انا قولت لحضرتك في الأول، إن انا من كتر ما بربي القطط.. بقيت عارفة حركاتهم ونظراتهم هم يقصدوا بيها ايه، وعشان كده لما كنت بقول الكلام ده بيني وبين نفسي، القطة كانت باصة لي وبتهز راسها وكأنها فاهمة قصدي!
المهم إني بعد ما اطمنت عليها، سيبتها ورجعت البيت، بس قبل ما انزل لها تاني عشان اخدها واوديها للعيادة البيطرية، جت لي مكالمة من الدكتور قال لي فيها إنه للأسف مش هيقدر يكون متواجد في العيادة النهاردة عشان حصلت عنده ظروف شخصية، وقال لي كمان إن انا ممكن اروح له بكرة بالقطة على الساعة تسعة بالليل..
بصراحة مكالمة الدكتور خلتني اتضايقت.. لأني كنت عايزة انقذها في اسرع وقت، بس انا كنت هعمل ايه يعني، ما باليد حيلة، مافيش قدامي غير إن انا استنى لبكرة، وهي بقى ربنا يتولاها برحمته الليلة دي زي ما تولاها الأيام اللي فاتت..
وفعلًا عملت حسابي إن انا مش هنزل اليوم ده وقعدت في البيت، وبعد ما اليوم خلص ودخلت انام، صحيت من النوم برضه على نفس صوت مواء القطة اللي بتتألم بشكل فظيع، والمرة دي بقى.. بعد ما فتحت عيني؛ لقيت نفسي واقفة في أوضة ما شكلها غريب، كانت مليانة دخان وأضاءتها لونها أحمر، حيطانها مليانة حيوانات متحنطة ورسومات شكلها غريب.. لا لا دي مش رسومات، دي دواير جواها مربعات مكتوب فيها حروف، دي دي.. دي طلاسم مرسومة عالحيطان باللون الاحمر!
قَطع سرحاني مع شكل الأوضة، صوت راجل عجوز بيقول كلام غريب ومش مترتب، وكأنه تعاويذ او كلام سحر، ساعتها بصيت للناحية اللي جاي منها الصوت، ومع بصتي شوفته.. نفس الراجل العجوز اللي بص لي وصرخ في الحلم اللي قبل ده، كان قاعد على كرسي، وقصاده كان في منقد طالع منه الدخان اللي مالي الأوضة من حواليا، وشه كان أحمر بشكل مخيف، عيونه كانت بيضا تمامًا، وفي إيده كان في ورقة او جلدة صغيرة كده عمال يكتب عليها، وبعد ما خلص اللي كان بينيله ده، مسك الورقة وجاب حبل من جنبه، وبعد كده جاب حتة حديدة وابتدا يلف الورقة كذا لفة بالحبل، لحد ما الورقة او الجلدة دي بقى حجمها صغير اوي لدرجة إنها مابقتش باينة، او بقت عبارة عن حتة ورقة صغيرة لونها أسود مربوطة في الحبل ومش باين منها أي حاجة..
وبعد ما خلص لف في الورقة، مسك الحبل اللي كان بيربطها بيه، وبص لي!
اتفزعت لما حسيت إنه شايفني، وعشان كده ابتديت ارجع لورا بخطوات بطيئة، ومع رجوعي شوية بشوية، لقيت الراجل العجوز ده قام من مكانه، وجه ناحيتي بسرعة وهو ماسك الحبل وكأنه عاوز يخنقني بيه، ابتديت ازقه واضربه عشان يبعد عني لكني ماقدرتش، ف اضطريت ابعد عنه انا وارجع لورا بخطوات ثابتة لحد ما وقعت، ومع وقعتي على الأرض دي، المشهد من حواليا اختلف!
انا لقيت نفسي واقفة في الشارع، نفس الشارع اللي فيه البنك، بس المرة دي بقى الشارع كان قدامي بشكله الطبيعي، هي اه كانت الدنيا ليل والجو كان هدوء، لكن أنوار عمدان النور، خلتني اشوف كويس نفسي الشخص العجوز ابو جلابية اللي كان بيحاول يخنقني من شوية، شوفته وهو ماسك قطة في ايده وبيعمل فيها حاجة، لا لا دي ماكانتش اي قطة ولا هو كان بيعمل فيها اي حاجة كده وخلاص، لأ.. دي كانت نفس القطة اللي انا بشوفها كل يوم، كان ماسكها في إيده، وكان بيدخل الحبل في جرح في رقبتها!
قربت منه ولسه هزعق فيه او اقول له انت بتعمل ايه، لكني ماقدرتش اتكلم، وكأن في حاجة ربطت لساني عشان ماتكلمش، او كأني برضه رجعت متفرجة من تاني، ف وقفت ثابتة في مكاني قصاد الراجل بالظبط، كان واضح إنه مش شايفني على عكس ما حصل من شوية، وعشان كده كان بيبص حواليه وهو بيربط الحبل في رقبة القطة، وبعد ما ربطه كويس، طلع من جيبه حتة حديدة، وربط الورقة اللي في الحبل بلحم القطة عن طريق الحديدة دي!
وقتها القطة فضلت تصرخ لحد ما هو خلص، وبعد ما خلص رمى القطة في الأرض، ف جريت منه ودخلت تحت عربية من العربيات اللي في الشارع، ومع جريتها.. الدنيا ضلمت من حواليا ومابقتش شايفة اي حاجة...!
صحيت من النوم بعد الحلم الغريب ده على صوت رنة منبه موبايلي، صحيت وانا منزعجة ومتضايقة بشكل ماتتخيلوش، كنت قرفانة من الحلم ومن نفسي ومن كل حاجة حواليا.. اللي في رقبة القطة ده عمل!
طب ليه، ليه حد يعمل كده في حيوان بريء زي ده، معقول يكون الناس الرحمة اتنزعت من قلوبهم للدرجة دي، ولا انا اللي بقيت طيبة زيادة عن اللزوم وكل دي تهيؤات!
اسئلة كتيرة وكلام اكتر كان بيدور جوة راسي، انتهى بأن انا عملت روتيني اليومي وفطرت ولادي وجوزي ونزلت عالشغل، وبرضه يومها شوفت القطة قاعدة في نفس المكان اللي سيبتها فيها من بالليل، ف روحت السوبر ماركت اشتريتلها أكل بدل اللي خلصته وجيبت لها طبق فويل وحطيتلها فيه ماية وسيبتها ودخلت البنك، وبعد ما خلصت شغل، خرجت لقيتها قاعدة في نفس مكانها برضه لأن كان التعب ظهر عليها اوي، وساعتها بقى طلعت تليفوني واتصلت بالدكتور عشان أأكد معاه المعاد، وفعلًا قال لي إنه هيبقى موجود وإن انا ينفع اروح له النهاردة، ف قفلت مع الدكتور وروحت البيت..
ومن حسن الحظ إن يومها اختي جت لي زيارة، يعني.. جت عشان تطمن عليا وعلى الأولاد كعادتها يعني، بس وانا قاعدة معاها، لقيت نفسي بحكيلها على القطة اللي شوفتها وعلى اللي بيحصل معايا، وفي نهاية كلامي قولتلها إن انا على الساعة سبعة ونص كده، هاخد البوكس بتاع القطط اللي عندي، وهروح اخد القطة دي واروح بيها للدكتور..
وقتها اختي اول ما سمعت مني الكلام ده، قالتلي إنها هتيجي معايا ومش هتسيبني لوحدي، وفعلًا.. اول ما الساعة جت سبعة ونص بالليل، أخدت البوكس اللي باخد فيه القطط بتاعتي لما ببقى مودياهم للدكتور او نازلة بيهم الشارع، ونزلت انا واختي لنفس المكان اللي سايبة عنده القطة، بس للأسف وقتها مالقيتهاش في الكرتونة اللي كنت سايباها فيها!
ساعتها اختي بصت لي باستغراب..
-ايه يا بنتي.. فين القطة اللي انتي بتقولي عليها دي، اوعي يا فريد تكون القطة دي عفريت ولا حاجة زي ما بنشوف في الأفلام.
بصيت لها بعصبية وقولتلها وانا متنرفزة...
-عفريت ايه بس، هو انا ناقصة هزارك وتريقتك دي دلوقتي، والله العظيم القطة كانت هنا من امبارح، وكمان...
قطع كلامي صوت القطة اللي ابتدت تنونو بصوت عالي، ف بصيت لاختي وقولتلها وانا مركزة اوي مع الصوت..
-اهو.. سامعة صوتها، شكلها تحت العربية اللي هناك دي!
بصت لي اختي بتركيز..
-اه صحيح.. في صوت قطة جاي من تحت العربية دي، طب بقولك ايه، ما تبسبسيلها كده وخليها تطلع.
لما اختي قالتلي كده، سيبتها وروحت ناحية السوبر ماركت اللي قريب من المكان اللي انا فيه..
-لا لا.. لو بسبستلها ممكن ماتخرجش، انا هروح اجيبلها تونة واحطهالها جوة البوكس، وهي لما تشم ريحتها، هتخرج من تحت العربية وهتدخل البوكس على طول.
هزت لي اختي راسها وكأنها موافقة على كلامي، ف عملت اللي قولتلها عليه وجيبت لها تونة في طبق فويل زي ما اتعودت، وحطيت الطبق جوة البوكس، وساعتها القطة اول ما شمت ريحة التونة، خرجت من تحت العربية ودخلت البوكس بكل هدوء، ومع دخولها جوة البوكس.. قفلته عليها وحطيته في العربية وطلعت بيها على الدكتور.. بس الحاجة الغريبة بقى، إن القطة كانت ساكتة وهادية طول الطريق، على عكس قططي اللي لما بحطهم في البوكس وبنزل بيهم الشارع، بيفضلوا ينونو ويخبطوا عشان يخرجوا، وكأن القطة كانت مستسلمة او عارفة انا واخدها عشان اريحها من العذاب اللي هي فيه!
فضلت القطة على الحال ده لحد ما وصلنا لعيادة الدكتور، وساعتها الدكتور مسكها وكشف عليها وقال لي على اللي صدمني حرفيًا...
يتبع
(دي قصة حقيقية بعتتها أحدى المتابعات.. ده الجزء الأول منها والجزء الثاني من شر الأعمال قصة رعب حقيقية من هنا
تعليقات: 0
إرسال تعليق